ب . السنة
ب . السنة
تَعْريفُ السِّنِهِ:
فِي اللُّغَةِ تَعْنِي الطَّريقَةُ سَواءٌ كَانَتْ مَحْمودَةً اَوْ مَذْمومَةً وَلَكِنْ جَرَى العُرْفُ اَنْ عِبارُهُ سِنُّهُ يُقْصَدُ بِهَا الطَّريقَةُ المَحْمودَةَ ، اَمّا اذَا ارِيدَ بِهَا الطَّريقَةُ المَذْمومَةُ يَجِبُ اَنْ تَأْتِي مُقَيَّدَةً . وَهِيَ عِنْدَ المُحَدِّثينَ بِمَعْنَي الاخِّبارِ .
وَعِنْدَ عُلَماءِ الاُصولِ : هِيَ مَا نِسَبَ الَّى الرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ مِنْ القَوْلِ اَوْ الفِعْلِ اَوْ التَّقْريرِ .
انّواعُ السِّنِهِ:
1 ) سِنُّهُ قَوْلَيْهِ .
2 ) سِنُّهُ فَعَلَيْهُ .
3 ) سِنُّهُ تَقْريريه .
اقِّسامُ السِّنِهِ مِنْ حَيْثُ سَنَدُ الوُصولِ:
عِنْدَ الجُمْهورِ تَنْقَسِمُ الَّى اثْنَيْنِ
1 / مُتَواتِرُهُ 2 / خَبَرِ آحَادٍ . وَاضَّافْ اَليها اَبو حُنَيْفَهُ 3 / المَشْهورِ مِنْ داخِلِ خَبَرِ الْآحَادِ .
1 / خَبَرُ الواحِدِ :
وَهُوَ رِوايَةُ الواحِدِ اَوْ الِاثْنَانِ
مَوْقِفُ المَذَاهِبِ مِنْ العَمَلِ بِخَبَرِ الواحِدِ:
أَوَّلًا : الحَنَفيَّةُ
قَالُوا اَنْ خَبَرِ الواحِدِ عِنْدَنَا اَمّا اَنْ يَكونُ مَشْهورٌ اَوْ خَبَرَ الواحِدِ وَقَالُوا المَشْهورُ عِنْدَنَا فِي مُرَتَّبِهِ المُتَواتِرِ وَلَكِنْ لَا يُكَفَّرُ جاحِدُهُ اَمّا خَبَرَ الواحِدِ عِنْدَنَا يَجِبُ اَلتَّمْييزُ لِلْعَمَلِ بِهِ فِي حُقوقِ اللَّهِ وَحُقوقِ العِبادِ اذًا كَانَ العَمَلُ بِهِ فِي حُقوقِ العِبادِ مَقْبولٌ مِنْ غَيْرِ الزاْمِ اَمّا اَنْ كَانَ العَمَلُ بِهِ فِي حَقٍّ مِنْ حُقوقِ اللَّهِ لَنَا شُروطٌ عَلَى ذَلِكَ وَهِيَ :
1 - اَنْ يَكونُ الرَّاوِي مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ
2 - يَجِبُ اَنْ لَا يَكونُ خَبَرًا تَعُمُّ بِهِ البَلْوَى
3 - اَنْ لَا يُخَالِفُ الْقِيَاسَ.
ثَانِيًا : الشّافِعيَّةُ
وَعِنْدَهُمْ خَبَرُ الواحِدِ لَا تَقومُ بِهِ الحَجُّهُ وَلَكِنْ اسْتِثْناءً يَقْبَلُ الشّافِعيَّةَ ذَلِكَ بِشُروطٍ وَهِيَ :
1 - اَنْ يَكونُ الرَّاوِي مَعْروفٌ بِالصِّدْقِ
2 - اَنْ يَكونُ مِنْ اَلَّذِينَ يُحْدِثونَ بِالْحَدِيثِ بِاللَّفْظِ لَا بِالْمَعْنَى .
ثَالِثًا :َالِحَنَابِلَةً
يُشْتَرَطُ الاِمامُ اَحْمَدُ بَني حَنْبَلٍ اَنْ تَتَلَقَّى خَبَرَ الاِحادِ الاَمْهِ بِالْقَبُولِ وَلِذَلِكَ قَالَ الاِمامُ اَحْمَدُ اَنْ خَبَرَ الواحِدِ اَلَّذِي تَتَلَقَّاه الاَمْهُ بِالْقَبُولِ خَيْرٌ مِنْ العَمَلِ بِاَلْرايْ .
رَابِعًا : المالِكيَّةُ
وَيُشْتَرَطُ الاِمامُ مالِكٌ شَرْطًا وَاحِدًا وَهُوَ اَنْ لَا يُخَالِفُ عَمَلَ اَهَلِ المَدينَةِ .
خَامِسًا :الْشِيعَةُ الأَماميَّةُ
يَشْتَرِطُونَ الثِّقَةَ والْأَمانَةَ فِي الرَّاوِي .
سَادِسًا :َالْشِيعَةُ الظَّاهِرِيَّةُ
وَيَشْتَرِطُونَ العَدالَةَ فِي الرَّاوِي . شُروطُ الرَّاوِي : وَمِمَّا سَبَقَ اعَّلاه يُفْهَمُ اَنْ شُروطِ الرَّاوِي المُتَّفَقِ عَلَيْهَا هِيَ :
1 - العَقْلُ .
2 - البُلوغُ .
3 - الإِسْلامُ .
4 - العَدالَةُ .
وَمِمَّا سَبَقَ يُفْهَمُ اَنْ شُروطِ الرَّاوِي المُتَّفَقِ عَلَيْهَا هِيَ :
1- العَقْلُ .
2- البُلوغُ .
3- الإِسْلامُ .
4- العَدالَةُ .
دَليلٌ حِجّيه خَبَرُ الواحِدِ:
أَوَّلًا : فِي الكِتابِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( . . . إِنْ جَاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصيبوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نادِمينَ ) الَايَةُ 6 الحُجُراتِ , وَجْهَ الِاسْتِدْلالُ اَنْ اَلْعَلّهِ فِي خَبَرِ الواحِدِ لَيْسَ الواحِدُ انَّماك الفِسْقَ وَلِذَلِكَ يَكونُ خَبَرَ الواحِدِ مِنْ غَيْرِ الفاسِقِ مَقْبولٍ .
ثَانِيًا : فِي السِّنِهِ وَرَدَ اَنْ الرَّسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ اعْتَمَدَ فِي نَشْرِ الرِّسالَةِ عَلَى خَبَرِ الواحِدِ وَعِنْدَ الصَّحابَةِ كَانَ اَحْدُهُمْ يَحْضُرُ الواقِعَةَ مَعَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ وَيُخْبِرَ الِاخْرِينَ اَمّا مِنْ العَقْلِ هوَ قَبولُ الرِّسالَةِ الفَرْديَّةِ فِي حَياتِنا اليَوْميَّةِ . الرَّافِضِينَ العَمَلُ بِخَبَرِ الواحِدِ وَهُمْ الخَوارِجُ والْمُعْتَزِلَةُ وَقَدْ اسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( . . . مَا فَرَّطَنَا فِي الكِتابِ مِنْ شَيْءٍ . . . ) الَايَةُ 38 الِانْعَامَ , وَقَوْلُهُ تَعَالَى ( . . . تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ . . . ) الَايَةُ 89 النَّحْلِ , وَاَيْضًا اسْتَدَلُّوا اَنَ الرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْمَلْ بِخَبَرِ الواحِدِ وَاسْتَدَلُّوا بِحَديثِ ذَا اليَدَيْنِ عِنْدَمَا سَلَّمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ فِي صَلّاه رُباعيه فَقَالَ لَهُ اقْصُرَتْ الصَّلاةُ اِمْ نَسيَتْ يَا رَسولَ اللَّهِ وَلَمْ يَسْجُدْ سُجودَ السَّهْوِ حَتَّى اخَّبَرَهُ مِنْ كَانَ فِي الصَّفِّ عُمَرَ وَابُو بَكْرٍ .
دَوْرُ السِّنِهِ فِي التَّشْريعِ:
وَهِيَ اَلْمَصْدَرُ الثّانيَةُ بَعْدَ القِرَانِ اَمّا دَوْرُها فِي تَشْريعِ الاحِّكامِ لَهَا اَرْبَعُهُ فُرُوضٌ :
الفَرْضُ الأَوَّلُ : السِّنُهُ المُؤَكَّدَةُ لِما جَاءَ فِي القِرَانِ كَأَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ .
الفَرْضُ الثَّانِي : السِّنُهُ المُفَسِّرَةُ كَبَيانِ المُجْمَلِ وَتَقْييدِ المُطْلَقِ وَتَخْصيصِ الْعَامِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ صَلّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي وَخُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُمْ وَانْ القَطْعَ فِي السَّرِقَةِ يَكونُ مِنْ حَدِّ المُفَصَّلِ وَانْ القاتِلُ لَا يَرِثُ .
الفَرْضُ الثّالِثُ : اسْتِنْباطُ الحُكْمِ الجَديدِ كَتَوْريثِ اَلْجَدّاتِ السُّدُسِ .
الفَرْضُ الرّابِعُ : قَدْ تَكونُ سِنُّهُ ناسِخُهُ لِما جَاءَ فِي القِرَانِ وَهَذَا اَمْرُ مَحَلَّ الخِلافِ بَيْنَ الجُمْهورِ والشّافِعيَّةِ حَيْثُ اِجازَ الجُمْهورُ النَّسْخَ وَمَنْعُ الشّافِعيَّةِ النَّسْخَ .