ج . الاجِّماعُ
ج . الاجِّماعُ
تَعْريفُ الاجِّماعِ:
فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى العَزْمِ والتَّصْميمِ اَمّا فِي الِاصْطِلاحِ الاُّصوليِّ هوَ اتِّفاقُ جَميعِ المُجْتَهِدِينَ مِنْ اَمَهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفاتِهِ فِي عَصْرٍ مِنْ العُصُورِ عَلَى حُكْمٍ شَرْعيٍّ لِواقِعِهِ .
انّواعُ الاجِّماعِ:
وَيَقْسِمُ الَّى نَوْعَيْنِ
1 / الاجِّماعُ الصَّريحُ ( القَطْعيُّ ) وَهُوَ اَنْ يُبْدي جَميعَ مُجْتَهَدي العَصْرِ رايْهُمْ فِي المَسْاَلَةِ صُراحُهُ وَلَا خِلافَ حَوْلَ ذَلِكَ .
2 / الاجِّماعُ اَلْسُّكوتيُّ ( اَلْظَنّي ) وَهُوَ اَنْ يُبْدي بَعْضَ مُجْتَهَدي العَصْرِ رايْهُمْ وَيَسْكُتْ الِاخْرِينَ وَهَذَا اَلْاَمْرُ مَحَلَّ جَدَلٍ بَيْنَ الجُمْهورِ والشّافِعيَّةِ
وَقَالَ الشّافِعيَّةُ لَا يُنْسَبُ لِساكِتِ قَوْلِ لَانَ اَلَّذِي سَكَتَ قَدْ يَكونُ سَكَتَ لِلتَّرَوِّي اَوْ لِأَنَّهُ عالِمٌ بِرايْ مَذْهَبُهُ فِي هَذَا اَلْاَمْرِ وَرَدَ عَلَيْهُ الجُمْهورُ اَنْ العادَةِ جَرَتْ اَنْ يَقُولُ الكِبارُ بِاَلْفَتْوَى وَيُسَلِّمُ الِاخْرِينَ بِهَا وَانْ سُكوتْ العالَمِ بَعْدَ عِلْمِهِ يُؤْثِّمُّ عَلَيْهُ .
بِالرَّغْمِ مِنْ اَنِ الاِمامِ الشّافِعيِّ هوَ اَوَّلُ مِنْ احْتَجَّ بالأَجْماعِ فِي الفِقْهِ الاسِّلاميِّ اَلَا اَنْهُ اَوَّلَ مِنْ خَالَفَ الجُمْهورَ فِي الاجِّماعِ اَلْسُّكوتيِّ وَاسْتَنَدَ فِي ذَلِكَ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَمَن يُشاقِقَ الرَّسولُ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعُ غَيْرَ سَبيلِ المُؤْمِنِينَ نوَلَهُ مَا تَوَلَّى وَنُصْلَهُ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) الَايَةَ 115 النِّساءِ , فَوَجَّهُ الِاسْتِدْلالُ مِنْ الآيَةِ اَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ مَخالِفَهُ المُسْلِمِينَ فِي رايْهُمْ قَرينَهُ عَلَى مَخالِفِهِ الرَّسولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ وَتَوَعُّدَهُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ .
اُرْكانُ الاجِّماعِ:
وَهِيَ :
1- تَوافُرُ عَدَدٍ مِنْ المُجْتَهِدِينَ .
2- اَنْ يَكونُ المُجْتَهِدِينَ مِنْ ائْمِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ .
3- اَنْ يَكونُ اجِّماعُهُمْ بَعْدَ وَفّاهِ الرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ .
4- اَنْ يَكونُ الاجِّماعَ عَلَى حُكْمٍ شَرْعيٍّ .
سَنَدُ الاجِّماع:
هَلْ يُمْكِنُ تُحَقِّقُ الاجِّماعَ مِنْ غَيْرِ سَنَدٍ وَمَا فَأَئِدَهُ السَّنَدُ لِلْأَجْمَاعِ ؟ وَالمَقْصُودُ بِالسَّنَدِ مَا يَسْتَنِدُ عَلَيْهُ المُجْتَهِدِينَ فِي اجِّماعِهِمْ وَهُوَ قَدْ يَكونُ مِنْ الكُتّابِ كَتَحْريمِ الزَّواجِ بِجَدِّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ . . . ) الَايَةُ 23 النِّساءِ , وَقَدْ يَكونُ الاجِّماعُ مُسْنَدَ عَلَى السِّنِهِ كَتوريسِ الجَدِّ السُّدُسِ وَقَدْ يَكونُ السَّنَدُ الْقِيَاسُ كَخِلافِهِ اَبو بَكْرٍ الصِّدّيقِ وَقَدْ يَكونُ مُجَرَّدَ المَصْلَحَةِ كَخِلافِهِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَيَرَى عُلَماءُ الاُصولِ اَنْ الاجِّماعِ قَدْ يَتَحَقَّقُ مِنْ غَيْرِ سَنَدٍ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ ( لَا تَجْتَمِعُ امَّتي عَلَى ضَلالِهِ ) واذًا وَجَدَ السَّنَدُ يُؤَكِّدُ الْحَجيه .