سابقة منشورة بمجلة 1970
سابقة منشورة بمجلة 1970
محكمة الإستئناف المدنية
حكومة السودان ضد سليمان بشرى محمد
م أ / م ك / 135/1967
المبادئ
قانون العقوبات- الإستفزاز الشديد المفاجئ- المادة 249 (1) من قانون العقوبات- حمل الزوجة قبل دخول زوجها بها من المجني عليه لا يعتبر إستفزازاً تحت المادة أعلاه إذا لم يتوفر عنصر المفاجئة
علم الزوج المتهم بأن زوجته حامل قبل دخوله بها من المجني عليه يعتبر إستفزازاً شديداً ومفاجئاً ولكن طعن المتهم المجني عليه وتسبيب وفاته بعد حوالي يوم كامل من سماعه الحادث يفقد الإستفزاز عنصر المفائجة وعليه لا يعتبر إستفزاز تحت المادة 249 (1) من قانون العقوبات
الحكم
المحامي: التجاني محمد عليعن المتهم
عثمان الطيب( رئيس القضاء)-ديسمبر 23/1969-بتاريخ 29/1/1967 أنعقدت في رجل الفولة محكمة كبرى لمحاكمة المتهم المذكور أعلاه متهماً بأنه في يوم 1/4/1965 طعن المتوفي حارن محمد الرضي بسكين وسبب وفاته ولذلك يكون ارتكب جريمة القتل العمد تحت المادة 251 قانون العقوبات أدانت المحكمة المتهم تحت هذه المادة حكمت عليه بالإعدام
وعندما أتت الأوراق هنا للتأييد أو خلافه قررت محكمة الإستئناف المدنية السابقة بتاريخ 30/9/1967 رفض التأييد وأمرت بإعادة التحقيق القضائي وإعادة المحاكمة من جديد وذلك لأخطاء في الإجراءات
بعد إعادة التحقيق القضائي قدم المتهم لمحكمة كبرى جديدة أنعقدت في رجل الفولة بتاريخ 3/11/1969 متهماً بنفس الجريمة السابقة أدانته هذه المحكمة تحت نفس الجريمة وحكمت عليه بالإعدام
تتلخص وقائع القضية التي توصلت إليها المحكمة وأيدتها البينات في الأتي
قبل حوالي ستة أشهر من تاريخ الحادث كان المتهم قد تزوج الرضية الرحيم وفي اليوم السابق ليوم الحادث هم أن يدخل بها وعند ذلك وجد إنها حبلى لثلاثة أو أربعة أشهر وسألها عن الشخص الذي واقعها وحملت منه فأخبرته إن المتوفي كان الشخص الذى واقعها فاثر ذلك فى نفسه وحقد على التوفى وكان المتوفي يسكن في فريق يبعد حوالي 18 ميلاً من فريق المتهم وقام المتهم وهو يحمل حربته وسكينه ومشى إلي أن وصل إلي فريق المتوفي في مساء يوم الحادث ويعتقد إنه متربص من قرب منزل المتوفي لكي يجد الفرصة للفتك به وجاءت الفرصة بخروج المتوفي من منزله وهو يقود حصانه إلي الرقعة المجاورة للمنزل لكي يتركها ترعى هناك ولم يكن يحمل معه أي نوع من السلاح وفي أثناء ذلك قابله المتهم وطعنه بسكينه طعنة واحدة على صدر الجانب الأيمن وهرب وحاول المتوفي الرجوع إلي منزله و وقع على بعد خمس خطوات منه
كانت الطعنة قوية وعنفية إذ أنها أخترقت الجسم إلي الكبد والإمعاء وقطعتها وتسبب عنها نزيفاً حاداً توفى المجني عليه في الحال في هذه الظروف يجوز الإعتقاد بأن المتهم كان قد قصد قتل المتوفي ولم يكن كافياً الإعتقاد بأن المتهم كان يعلم بان الموت سيكون النتيجة الراجحة لفعله
ذكر المتهم إنه طعن المتوفي دفاعاً عنه نفسه قائلاً إن المتوفي كان يحمل حربة وإنه عندما قابله كان يريد أن يستفسر منه عن مواقعته لزوجته ولكن المتوفي شتمه وحاول أن يعتدي عليه ولم تصدق المحكمة قول المتهم هذا لأنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك إن المتوفي لم يكن يحمل معه أي سلاح في ذلك الحين
قصة حمل الزوجة قبل دخول المتهم بها لا شك فيها وكون المتوفي هو الذي واقعها ثبت بشهادة الزوجة نفسها وهو حادث يجلب الإستفزاز للشخص العادي في مثل بيئة المتهم و لكن عنصر المفاجئة لم يتوفر لأن تكون في نفس وقت علمه بما أحدثه المتوفي و لو كان المتوفي موجوداً بالقرب منه في ذلك الحين وطعنه لكان قد طعنه وهو متأثر وفاقد للمقدرة على التحكم في أصابه إن المتهم قد طعن المتوفي بعد حوالي يوم كامل من سماعه للحادث وبعد كل هذه المدة الطويلة يلزم أن تكون أعصابه قد هدأت ولا يمكن إعتبار إستمرار الإستفزاز مع وجود المقدرة على التحكم في الأعصاب
إني أوافق المحكمة على ما توصلت إليه و أؤيد الإدانة والحكم