ز . المَصْلَحَةُ المُرْسَلَةُ
ز . المَصْلَحَةُ المُرْسَلَةُ
تَعْريفُ المَصالِحِ المُرْسَلَةِ:
المَصالِحُ فِي اللُّغَةِ : جَمْعُ مَصْلَحَةٍ ، وَهِيَ المَنْفَعَةُ ، والْمَصْلَحَةُ كالْمَنْفَعَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى ، فَالْمُرَادُ بِهَا لُغَةٌ : جَلْبِ المَنْفَعَةِ ، وَدَفْعُ المَضَرَّةِ . والْمُرْسَلَةُ : أَيْ المُطْلَقَةُ . المَصالِحُ المُرْسَلَةُ
عِنْدَ عُلَماءِ الاُصولِ بِمَعْنَى : اعْتِمادِ الِاسْتِدْلالِ عَلَى المَصالِحِ المَقْصودَةِ فِي الشَّرْعِ .
اقِّسامُ المَصالِحِ المُرْسَلَةِ:
تُقَسَّمُ المَصالِحُ المُرْسَلَةُ بِصَفِّهِ عامَهُ الَّى ثَلاثَةٍ :
1) المَصالِحُ المُعْتَبَرَةُ وَهِيَ المَصالِحُ اَلَّتِي وَرَدَتْ الدَّليلَ عَلَى اعْتِبارِها وَهِيَ مَحَلُّ الِاتِّفاقِ .
2) المَصالِحُ المُلْغَاةُ وَهِيَ اَلَّتِي وَرَدَ الدَّليلُ عَلَى الْغَائِهَا وَتُسَمَّى المُلْغَاةُ كَمُصْلِحِهِ حِفْظَ النَّفْسِ فِي مَيْدانِ المَعْرَكَةِ .
3) المَصالِحُ المَسْكوتُ عَنْهَا وَهِيَ اَلَّتِي لَمْ يُرِدْ الدَّليلُ عَلَى اعْتِبارِها اَوَ الْغَائِهَا وَتُسَمَّى بِاَلْمُرْسَلَةِ القَوانينَ وَاَلْضَريبَةَ .
شُروطُ العَمَلِ بِالْمَصَالِحِ المُرْسَلَةِ:
يُشْتَرَطُ عُلَماءُ الاُصولِ لِلْعَمَلِ بِالْمَصَالِحِ المُرْسَلَةِ ثَلاثَةَ شُروطٍ وَهِيَ :
1 - اَنْ تَكونُ المَصْلَحَةُ كُلّيُّهُ لَا جُزْئيَّهُ .
2 - اَنْ تَكونُ المَصْلَحَةَ ضَروريَّةً .
3 - اَنْ لَا تُخَالِفُ نَصَّ مِنْ الكُتّابِ اَوْ السِّنَّهُ .
حِجّيه المَصالِحُ المُرْسَلَةُ
اسْتَدَلَّ القَائِلِينَ بِحُجَيَّتِها بِاسْتِدْلالٍ مَنْطِقيٍّ مُرَجِّحٍ اُصوليًّا وَيَتَمَثَّلُ فِي الاَتي :
1 / اَنْ حَوائِجِ النّاسِ مُتَجَدِّدُهُ غَيْرُ مُتَناهيه فَيَجِبُ اَنْ تَكونُ النُّصوصُ مُتَجَدِّدَهُ حَتَّى لَا تَفْقِدَ الشَّريعَةُ اهْمَ مَقاصِدَها , وَيُقْصَدُ هُنَا الصَّلاحيَةُ لِكُلِّ زَمانٍ وَمَكانٍ .
2 / اَنْ الصَّحابَةُ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهُمْ عَمِلُوا بِالْمَصَالِحِ المُرْسَلَةِ حَلَفَ عُمَرَ عَلَى المَصْلَحَةِ وَقَضَى عَليَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَسْؤوليه النَّجّارينَ وَاَلْصُنّاعينَ فِي حَالِ ضَياعِ امَّتَعِهِ النّاسُ لَدَيْهُ . وَاسْتَدَلَّ الرَّافِضِينَ لِلْمَصَالِحِ المُرْسَلَةِ بادَلَهُ مَرْجوحَهُ عِنْدَ عُلَماءِ الاُصولِ وَبَيَّنُوا اَنْ العَمَلِ بِالْمَصْلَحَةِ مِنْ بَابِ الظَّنِّ وَقَالَ تَعَالَى ( . . . .إِنْ يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ . . . ) الَايَةُ 23 النَّجْمَ , وَبَيَّنُوا اَنْ العَمَلِ بِالْمَصْلَحَةِ يُفْتَحُ بَابَ الِاهْوَاءِ لِضِعافِ النُّفوسِ فَيَدْخُلوا فِي الدّينِ مَا لَيْسَ فِيه .