تَ . سَدِّ الذَّرائِعِ
تَ . سَدِّ الذَّرائِعِ
تَعْريفُ سَدِّ الذَّرائِعِ:
سَدٌّ في اللغه بِمَعْنَى مَنْعِ اَوْ رَدْمٍ .
اَمّا الذَّريعَةُ فَتَعْنِي الوَسيلَةَ .
اذَا سَدَّ الذَّرائِعِ بِمَعْنَى قَفَلٍ اَوْ مَنْعَ كُلِّ مَا مِنْ شانِهِ المَفْسَدَةِ تَحْقِيقًا لِلْمَصْلَحَةِ .
اقِّسامُ سَدِّ الذَّرائِعِ:
قِسْمُ عُلَماءِ الاُصولِ الذَّرائِعُ لَعَدِّهِ اقِّسامٌ :
القِسْمُ اَلْاَوَّلُ : وَهِيَ الذَّرائِعُ المُفَضّيَةُ لِلْمَفَاسِدِ قَطْعًا . كَحَفْرِ البِئْرِ خَلْفَ بَابِ الدّارِ .
القِسْمُ الثَّانِي : الذَّرائِعُ الْمُفْضِيهُ لِلْمَفَاسِدِ نَادِرًا وَلِلْمَصْلَحَةِ غَالِبًا ، كَانَ نَظَرٌ لِلْمَخْطُوبَةِ . القِسْمُ الثّالِثُ : الذَّريعَةُ اَلَّتِي تُفْضي لِلْمَفْسَدَةِ فِي الغالِبِ وَفِي المَصْلَحَةِ نادِرُهُ . كَبَيْعِ السِّلاحِ وَقْتَ الحَرْبِ .
القِسْمُ الرّابِعُ : الذَّريعَةُ اَلَّتِي تُفْضي لِلْمَفَاسِدِ كَثِيرًا . كَبُيوعِ الفائِدَةِ .
حِجّيه سَدُّ الذَّرائِعِ:
اسْتَدَلَّ عُلَماءُ الاُصولِ عَلَى حِجّيه هَذَا المَصْدَرَ مِنْ الكُتّابِ وَالسِّنِهِ وَمَن عَمَلِ الصَّحابَةِ :
اوَّلا : مِنْ الكُتّابِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعَنَا وَقُولُوا اُنْظُرْنا واسْمَعوا . . . ) الَايَةُ 104 البَقَرَةِ ,
وَجْهَ الِاسْتِدْلالُ اَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نَهَى المُسْلِمِينَ عَنْ مُخاطَبِهِ الرَّسولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ بِراعِنا ، لَانَ اليَهودَ يَتَّخِذُونَهَا شَتْمًا لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ .
ثَانِيًا : مِنْ السِّنِهِ ثَبَتَ اَنْ الرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الجَمْعِ بَيْنَ الْمَرْآهِ وَعَمَّتِها وَخالَتِها قَالَ ( اَنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَطَعْتُمْ ارِّحامَكُمْ ) . وَاَيْضًا ثَبَتَ اَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الصَّلاةِ اِمامَ النّارِ لَانَ ذَلِكَ تُشْبِهُ بِالْمَجوسِ . وَاَيْضًا ثَبَتَ اَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الصَّلاةِ عِنْدَ غُروبِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُروبِها ، لَانَ ذَلِكَ الوَقْتُ يَسْجُدُ وَيُعْبَدُ فِيه المُشْرِكِينَ الاصِّنامَ .
ثَالِثًا : عَمَلُ الصَّحابَةِ ثَبَتَ اَنْ عُثْمانَ بْنْ عَفَّانَ وَرِثَ المُطْلَقَةَ فِي مَرَضِ المَوْتِ سَدًّا لِزُرَيْعِهِ الفارِّ مِنْ الْمِيرَاثِ . وَثَبَتَ اَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قَطْعَ الشَّجَرَةَ اَلَّتِي تَمَّ حَوْلَها بَيْعُهُ اَلْرَضْوانَ وَقَالَ لَهُمْ واللَّهُ انِّي لِأَرًّاكُمْ قَدْ عُدْتُمْ مِنْ العِزَّةِ قَرِيبًا .