ه . قَوْلُ الصَّحابيِّ
ه . قَوْلُ الصَّحابيِّ
يقصد بقول الصحابي القول الصادر عن اجتهاده، أو فتواه، وليس المراد به ما نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هوَ أَحَدُ مَصادِرِ التَّشْريعِ الإِسْلاميِّ الثّانَويَّةِ .
لَا يَعْتَبِرُهُ الفُقَهاءُ مَصْدَرًا مُسْتَقِلًّا لِلتَّشْرِيعِ ، بَلْ تَابِعًا لِلسُّنَةِ وَهُوَ واجِبُ الإِتْباعِ ماَلَّمٌ يُخَالِفُ السُّنَّةَ .
حُجَيَّةُ قَوْلِ الصَّحابيِّ :
انْقَسَمَ رَأْيُ العُلَماءِ مِنْ الفُقَهاءِ الأُصُولِيِّينَ تُجاهَ قَوْلِ الصَّحابيِّ إِلَى خَمْسَةِ أَقْسامٍ هِيَ :
القِسْمُ الأَوَّلُ : يَرَى أَنَّ قَوْلَ الصَّحابيِّ لَيْسَ بِحُجَّةِ وَهَذَا قَالَ بِهِ الشّافِعيُّ وَهُوَ الرّاجِحُ لَدَى أَتْباعِهِ وَهُوَ رِوايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ وَقَالَ بِهِ مِنْ غَيْرِ المَذَاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأَشاعِرَةِ والْمُعْتَزِلَةِ والرّافِضَةِ وَقَالَ بِهِ مِنْ الحَنَفيَّةِ مُتَأَخَّرَى هُمْ وَمَن المالِكيَّةِ أَيْضًا .
القِسْمُ الثَّانِي : مِنْ يَرَى أَنَّهُ حُجَّةٌ شَرْعيَّةٌ مُقَدِّمَةٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَبِهِ قَالَ جُمْهورُ أَهْلِ العِلْمِ فَقَالَ بِهِ أَئِمَّةُ الحَنَفيَّةِ وَهُوَ مَنْقولٌ عَنْ مالِكٍ والشّافِعيِّ وَهُوَ الرِّوايَةُ الرّاجِحَةُ عَنْ أَحْمَدَ .
القِسْمُ الثّالِثُ : مِنْ يَرَى أَنَّهُ حُجَّةٌ إِذَا انْضَمَّ إِلَى الْقِيَاسِ أَوْ انْضَمَّ إِلَيْهُ الْقِيَاسُ وَهَذَا مَذْهَبٌ آخَرُ لِلشَّافِعِيَّةِ .
القِسْمُ الرّابِعُ : مِنْ يَرَى أَنَّهُ حُجَّةٌ إِذَا خَالَفَ الْقِيَاسَ وَهُوَ قَوْلٌ يَعْتَقِدُ أَنَّ اَلَّذِي قَالَ بِهِ بَعْضُ الحَنَفيَّةِ .
القِسْمُ الخامِسُ : مِنْ يُفَصِّلُ فِي المَوْضوعِ فَيَقُولُ قَوْلُ الصَّحابيِّ حُجَّةٌ إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِالرَّأْيِ والِاجْتِهادِ أَمَّا إِذَا كَانَ يُدْرِكُ فَهُوَ لَيْسَ بِحُجَّةٍ وَقَالُوا عَنْ قَوْلِ الصَّحابيِّ اَلَّذِي لَايَدَرُكَ بِالرَّأْيِ والِاجْتِهادِ أَنَّهُ حُجَّةٌ لِأَنَّهُ مَحْمولٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ هَذَا سَمِعَهُ مِنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ .
وَفِي الغالِبِ أَنَّهُ حُجَّةٌ لِأَنَّهُ يَكونُ مُفَسِّرًا لِلْقُرْآنِ والسُّنَّةِ فِي كَثيرٍ مِنْ الأَحْيَانِ بَلْ قَدْ يَكونُ مَصْدَرًا فِيمَا لَمْ يَأْتِ بِهِ دَليلٌ مِنْ اَلْوَحَيّينَ لِأَنَّ مِنْ الصَّحابَةِ الخُلَفاءَ الرَّاشِدِينَ اَلَّذِينَ أَوْصَى النَّبيُّ بِاتِّبَاعِهِمْ فَقَالَ : « عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي . . » الحَديثُ .